Quantcast
Channel: الخبر |خدمة إخبارية شاملة »أسامة غالب
Viewing all articles
Browse latest Browse all 10

ثمن استهداف الإصلاح

$
0
0

ما يحدث في اليمن أشبه بمجموعة من السكان في عمارة واحدة، وفي لحظة تهور يخرج أحد الساكنين بمطرقته ويبدأ بهدم أحد جدران البيت بدعوى أن فيه ثلاث أحجار موضوعة بطريقة غير صحيحة، وبقية الساكنين ينظرون إليه بصمت وبعضهم بإعجاب.

فهذا ادعى الحياد لأن شقته بعيدة عن ذلك الجدار، وآخر ظن أن هدم الجدار فرصة لدخول الضوء إلى شقته فذهب لمساعدته، وساكن مغفل اعتقد أن صاحب المطرقة مهندس معماري سيقوم فقط بهدم الجدار بطريقة مدروسة ومن ثم سيعيد بناءه على أسس علمية حديثة!

وهكذا تركوه يكمل مهمته الجنونية.. وفي ذروة الهدم لم يحتمل المبنى عبء السطح فانهار المنزل كله فوق رؤوس الساكنين الذين أصبحوا جميعا بلا مأوى، وحتى الجيران لم يسلموا من أذى الانهيار وطالتهم بعض الأحجار المتساقطة.

الحوثيون شرعوا في ضرب جدار وطني وهو حزب الإصلاح، وبقية القوى السياسية الفاعلة في اليمن شاركته بصورة أو بأخرى في هذه المهمة الغير أخلاقية، والمحترم منهم تظاهر بالحياد وكأن ما يجري ليس جرما في حق الوطن، وكانت النتيجة انهيار الدولة اليمنية وخروج الجميع خاسرين.

الرئيس هادي ظن أن ضرب الإصلاح وحلفاءه سيفسح المجال أمامه للاستفراد بالسلطة والثروة لفترة أطول، وها هو اليوم هادي لاجئا في الخارج بلا سلطة أو قرار، وصالح اعتقد أن ضرب الإصلاح سيمكنه من العودة إلى كرسي الحكم وأصبح اليوم مطاردا وخسر أمواله وأسلحته ودمر قواته وأضاع حزبه!
وطرف توهم أنه سيحكم الجنوب وظل يجهز نفسه بانتظار هذه اللحظة التاريخية، وجاءت تطورات الأحداث في المحافظات الجنوبية لتقلب الطاولة رأسا على عقب وعلى الجميع بما فيهم الحزب الاشتراكي الذي يبدو حاليا كمن فقد البوصلة.

كلهم دفعوا ثمن التواطؤ على استهداف حزب الإصلاح، ومعظمهم شعروا الآن بفداحة الخطأ الكارثي الذي ارتكبوه ولكن بعد فوات الأوان، وجماعة الحوثي أيضا خسرت من جملة الخاسرين وستثبت الأيام ذلك، فقد كان الإصلاح أقرب إليها من السعودية وهادي بعد سقوط صنعاء في سبتمبر الماضي لكن الجماعة بالغت في الخصومة ودفعت الإصلاح بقوة إلى التحالف مع خصومهم.

* هل حقق الحوثيون وصالح أهدافهما المعلنة والمخفية من الحرب الجارية حتى يقول أتباعهم إن السعودية فشلت في حربها لأنها لم تعد هادي لليمن؟

بمعنى آخر: هل قضى الحوثيون على “الدواعش”، وهل قضى صالح على مشروع الانفصال، أم العكس؟

السعودية تقصف ليل نهار وهم يخرجون ليقولوا إنها فشلت في حربها مثل ذلك الطفل الذي يصفعه أخوه وهو يقول إنها لم تؤلمه ويضطر أخوه إلى صفعه �

السعودية تقصف ليل نهار وهم يخرجون ليقولوا إنها فشلت في حربها مثل ذلك الطفل الذي يصفعه أخوه وهو يقول إنها لم تؤلمه ويضطر أخوه إلى صفعه مرة أخرى وهكذا حتى يصرخ بالبكاء، وهؤلاء يريدون السعودية أن تستمر في حربها التي أعادت اليمن عشرات السنيين للوراء وتزيد من وتيرة القصف لأنها فشلت!

* حكومة هادي لا تسيطر على الأرض لكنها تتحكم بكل ما يدخل أو يخرج من وإلى اليمن تحت غطاء قوات التحالف، وتحتكر تمثيل البلد خارجيا كسلطة معترف بها دوليا، ورغم ذلك لا زالت معظم السفارات اليمنية في الخارج تدار بدون سفراء بما فيها المملكة التي تستضيف هادي وحكومته!

* من سيعوض كل هؤلاء المتضررين من الحرب الجارية، وكم نحتاج من المليارات والسنوات لتعويضهم؟

* سنة الله في الحياة أن السارق لا يستنفع بالأموال المسروقة وتنفتح له أبواب كالحروب العبثية وغيرها لتصريف ما سرقه بلا فائدة!


Viewing all articles
Browse latest Browse all 10

Latest Images

Trending Articles





Latest Images